بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وعلى آهل وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الله تعالى قد أرسل رسله وايدهم بمعجزات يتحدون بها اقوامهم وبما تفوقوا فيه فقد أرسل عيسى وجعل من معجزاته شفاء المرضى والأبكم والأبرص وإحياء الموتى لان قومه اشتهروا بالطب ... وأرسل موسى وجعله يتحدى السحرة وسحرهم بمعجزة العصا ويده البيضاء لان قومه تفوقوا في السحر ...
وختم الرسالات السماوية برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا وهي القرآن الكريم .
وقد أنزله بلغة العرب كما قال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) سورة يوسف .
ولأن العرب قد بزُّوا غيرهم بالفصاحة والبيان – لدرجة أنهم كانوا يعقدون الأسواق ليتبارزوا بالشعر وكانت تضرب للنابغة الذبياني قبة من جلد احمر في سوق عكاظ ويأتي الشعراء ويعرضون شعرهم عليه ليحكم بينهم ..... تصوروا امة تعقد الأسواق للمبارزة في الكلام – امة بضاعتها الكلام - ، ومن هنا جاء القرآن الكريم معجزا بلفظه ومعناه ، فتحداهم بما هم متميزون به, ومتفوقون فيه ، فعجزوا عن مجاراته ، وسلَّموا له في نهاية المطاف ، قال تعالى : {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء
أي : قل - أيها الرسول الكريم - لهؤلاء المشركين الذين قالوا - كما حكى الله عنهم - { لَوْ نشاء لَقُلْنَا مِثْلَ هذا } قل لهم على سبيل التحدي والتعجيز : والله لئن اجتمعت الإِنس والجن ، واتفقوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، الذي أنزله الله - تعالى - من عنده على قلبي . . لا يستطيعون ذلك . ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ومعينًا ومناصرًا ، في تحقيق ما يتمنونه من الإِتيان بمثله .
وخص - سبحانه - { الإِنس والجن } بالذكر لأن المنكر كون القرآن من عند الله ، من جنسهما لا من جنس غيرهما كالملائكة - مثلاً - ، فإنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، ولأن التحدي إنما هو للإِنس والجن الذين أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم ، لهدايتهم إلى الصراط المستقيم .
وقال - سبحانه - : { لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } فأظهر فئ مقام الإِضمار ، ولم يكتف بأن يقول : لا يأتون به ، لدفع توهم أن يتبادر إلى الذهن أن له مثلاً معينًا ، وللإِشعار بأن المقصود نفى المثل على أي صفة كانت هذه المثلية ، سواء أكانت في بلاغته أم في حسن نظمه ، أم في إخباره عن المغيبات ، أم في غير ذلك من وجوه إعجازه .
وقوله : { وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } معطوف على مقدر ، أي : لا يستطيعون الإِتيان بمثله لو لم يكن بعضهم ظهيرا ونصيرا لبعض ، ولو كان بعضهم ظهيرا ونصيرا لبعض لما استطاعوا أيضًا .
والمقصود أنهم لا يستطيعون الإِتيان بمثله على أية حال من الأحوال؛ وبأية صورة من الصور ، لأنه متى انتفى إتيانهم بمثله مع المظاهرة والمعاونة ، انتفى من باب الأولى الإِتيان بمثله مع عدمهما . وقوله : { لبعض } متعلق بقوله { ظهيرا } .
ولقد بين - سبحانه - فى آيات أخرى أنهم لن يستطيعوا الإِتيان بعشر سور من مثله ،. قال - تعالى - : { أَمْ يَقُولُونَ افتراه قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وادعوا مَنِ استطعتم مِّن دُونِ الله إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } بل بسورة واحدة من مثله فعجزوا,قال - سبحانه - : { وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وادعوا شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } كذلك ،قال تعالى : {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (23) سورة البقرة
ومن ثمَّ فقد أيقنوا أنه من عند الله تعالى ، فمنهم من آمن به ومنهم من كفر وقال سيدهم الوليد : والله، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوةً، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، ما يقول هذا بشر.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وعلى آهل وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الله تعالى قد أرسل رسله وايدهم بمعجزات يتحدون بها اقوامهم وبما تفوقوا فيه فقد أرسل عيسى وجعل من معجزاته شفاء المرضى والأبكم والأبرص وإحياء الموتى لان قومه اشتهروا بالطب ... وأرسل موسى وجعله يتحدى السحرة وسحرهم بمعجزة العصا ويده البيضاء لان قومه تفوقوا في السحر ...
وختم الرسالات السماوية برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا وهي القرآن الكريم .
وقد أنزله بلغة العرب كما قال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) سورة يوسف .
ولأن العرب قد بزُّوا غيرهم بالفصاحة والبيان – لدرجة أنهم كانوا يعقدون الأسواق ليتبارزوا بالشعر وكانت تضرب للنابغة الذبياني قبة من جلد احمر في سوق عكاظ ويأتي الشعراء ويعرضون شعرهم عليه ليحكم بينهم ..... تصوروا امة تعقد الأسواق للمبارزة في الكلام – امة بضاعتها الكلام - ، ومن هنا جاء القرآن الكريم معجزا بلفظه ومعناه ، فتحداهم بما هم متميزون به, ومتفوقون فيه ، فعجزوا عن مجاراته ، وسلَّموا له في نهاية المطاف ، قال تعالى : {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء
أي : قل - أيها الرسول الكريم - لهؤلاء المشركين الذين قالوا - كما حكى الله عنهم - { لَوْ نشاء لَقُلْنَا مِثْلَ هذا } قل لهم على سبيل التحدي والتعجيز : والله لئن اجتمعت الإِنس والجن ، واتفقوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، الذي أنزله الله - تعالى - من عنده على قلبي . . لا يستطيعون ذلك . ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ومعينًا ومناصرًا ، في تحقيق ما يتمنونه من الإِتيان بمثله .
وخص - سبحانه - { الإِنس والجن } بالذكر لأن المنكر كون القرآن من عند الله ، من جنسهما لا من جنس غيرهما كالملائكة - مثلاً - ، فإنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، ولأن التحدي إنما هو للإِنس والجن الذين أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم ، لهدايتهم إلى الصراط المستقيم .
وقال - سبحانه - : { لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } فأظهر فئ مقام الإِضمار ، ولم يكتف بأن يقول : لا يأتون به ، لدفع توهم أن يتبادر إلى الذهن أن له مثلاً معينًا ، وللإِشعار بأن المقصود نفى المثل على أي صفة كانت هذه المثلية ، سواء أكانت في بلاغته أم في حسن نظمه ، أم في إخباره عن المغيبات ، أم في غير ذلك من وجوه إعجازه .
وقوله : { وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } معطوف على مقدر ، أي : لا يستطيعون الإِتيان بمثله لو لم يكن بعضهم ظهيرا ونصيرا لبعض ، ولو كان بعضهم ظهيرا ونصيرا لبعض لما استطاعوا أيضًا .
والمقصود أنهم لا يستطيعون الإِتيان بمثله على أية حال من الأحوال؛ وبأية صورة من الصور ، لأنه متى انتفى إتيانهم بمثله مع المظاهرة والمعاونة ، انتفى من باب الأولى الإِتيان بمثله مع عدمهما . وقوله : { لبعض } متعلق بقوله { ظهيرا } .
ولقد بين - سبحانه - فى آيات أخرى أنهم لن يستطيعوا الإِتيان بعشر سور من مثله ،. قال - تعالى - : { أَمْ يَقُولُونَ افتراه قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وادعوا مَنِ استطعتم مِّن دُونِ الله إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } بل بسورة واحدة من مثله فعجزوا,قال - سبحانه - : { وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وادعوا شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } كذلك ،قال تعالى : {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (23) سورة البقرة
ومن ثمَّ فقد أيقنوا أنه من عند الله تعالى ، فمنهم من آمن به ومنهم من كفر وقال سيدهم الوليد : والله، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوةً، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، ما يقول هذا بشر.
الجمعة مايو 28, 2010 12:34 pm من طرف نجيب الخلف
» صور من ادلب الخضراء
الإثنين مايو 24, 2010 10:58 am من طرف نجيب الخلف
» صفحة المغتربين
الأربعاء مايو 12, 2010 1:42 pm من طرف نجيب الخلف
» في جريمة بشعة .. " أب " يرمي أطفاله الأربعة ويغرقهم في نهر الفرات
السبت أبريل 10, 2010 5:31 am من طرف ابو جوزيف
» بروفسور أسترالي: في فلتر السيجارة مشتقات من دم الخنزير
السبت أبريل 10, 2010 5:27 am من طرف ابو جوزيف
» سوريا: 3 شبان يغتصبون امرأة أمام زوجها
السبت أبريل 10, 2010 5:26 am من طرف ابو جوزيف
» منتدى قميناس
السبت أبريل 10, 2010 5:25 am من طرف ابو جوزيف
» المشروبات الغازية تهدد خصوبة الرجل
السبت أبريل 10, 2010 5:23 am من طرف ابو جوزيف
» معركة دامية بسبب "لون شعر العروسة"
الأربعاء أبريل 07, 2010 2:58 pm من طرف ابو جوزيف